١هذا كلامُ أجورَ بنِ ياقةَ مِنْ مَسَّا:

٢أنا أغبـى النَّاسِ، وتُعوزُني فِطنَةُ البشَرِ.

٣ما تعَلَّمْتُ الحِكمةَ ولا عرَفْتُ شيئا عَنِ القدُّوسِ.

٤مَنْ صَعِدَ إلى السَّماءِ ونَزَلَ؟

٥كلامُ اللهِ نَقيٌّ كُلُّهُ، واللهُ دِرْعٌ للمُحتَمينَ بهِ.

٦لا تَزِدْ على كَلامِ اللهِ. لئلاَّ يُوَبِّخَكَ فتَظهَرَ كاذبا.

٧شيئينِ طَلبتُ مِنكَ يا اللهُ، فلا تمنَعْهُما عنِّي قَبلَ أنْ أموتَ:

٨أبعِدْ عنِّي السُّوءَ والكذِبَ. لا تُعطني فَقْرا ولا غِنىً. بل ا‏رزِقْني مِنَ الخبزِ ما أستَحِقُّ

٩لِئلاَّ أشبَعَ فأكفُرَ وأقولَ مَنْ هوَ الرّبُّ؟ أو لِئلاَّ أفتَقِرَ فأسرِقَ وأُدَنِّسَ ا‏سمَ إلهي.

١٠لا تَشْكُ عبدا إلى سيِّدِهِ، لئلاَّ يَلعَنَكَ ويَشمَتَ بِكَ.

١١هُناكَ جيلٌ يَلعَنُ أباهُ ولا يُبارِكُ أُمَّهُ.

١٢هُناكَ جيلٌ يَرى نفْسَه طاهرا، وهوَ مِنْ وسَخِهِ لا يَغتَسِلُ.

١٣هُناكَ جيلٌ مُتَرَفِّعُ العُيونِ ومُتَعالي الجُفونِ.

١٤هُناكَ جيلٌ أسنانُهُ حِرابٌ وأضراسُهُ سكاكينُ‌، فيأكُلُ المَساكينَ في الأرضِ والبؤساءَ بَينَ البشَرِ.

١٥للعَلَقَةِ بِنتان تَقولانِ: «هاتِ، هاتِ». هُناكَ ثلاثٌ لا تَشبَعُ، والرَّابِــعةُ لا تقولُ «كفَى»:

١٦عالَمُ الأمواتِ والرَّحِمُ العقيمةُ، والأرضُ الّتي لا تَرتَوي، والنَّارُ المُشتَعِلَةُ.

١٧العينُ المُستَهزِئَةُ بالأبِ والمُستَخِفَّةُ بإطاعةِ الأمِّ تَنقُرُها غُربانُ الوادي وتأكُلُها فِراخُ النَّسْرِ.

١٨هُناكَ ثلاثةٌ ما أعجَبَها في نظَري، والرَّابعُ لا أُدركُهُ:

١٩طَيَرانُ النَّسْرِ في السَّماءِ، وزَحْفُ الحَيَّةِ على الصَّخرِ، وسَيرُ السَّفينَةِ في عُرْضِ البحرِ، وطريقُ الرَّجلِ إلى قلبِ المَرأةِ،

٢٠وهُنالكَ خامِسٌ: سُلوكُ المَرأةِ الزَّانيةِ. فهيَ تَزني وتغتَسِلُ وتقولُ: «ما فعَلْتُ إثْما».

٢١تَحتَ ثلاثةٍ تَرتَجُّ الأرضُ، وتحتَ الرَّابعِ لا تَقوى على الاحتِمالِ:

٢٢عبدٌ صارَ مَلِكا، وخامِلٌ شَبِـعَ خُبزا،

٢٣وا‏مرأةٌ قبـيحَةٌ تزَوَّجَت، وخادِمَةٌ وَرِثَت سيِّدَتَها.

٢٤أربَعَةٌ هيَ الصُّغرى في الأرضِ، ولكِنَّها حكيمةٌ جِدًّا:

٢٥النَّمْلُ جماعةٌ لا قُوَّةَ لها، لكِنَّهُ يُهَيِّئُ في الصَّيفِ طَعامَهُ.

٢٦والوِبارُ‌ جماعةٌ لا قُدرَةَ لها، لكِنَّها تَجعَلُ في الصَّخْرِ بُيوتَها.

٢٧والجَرادُ لا مَلِكَ لَه، لكِنَّهُ يَزحَفُ صَفًّا صَفًّا.

٢٨والعَنكبوتُ تُمسِكُ بالأيدي وهيَ في قُصورِ المُلوكِ.

٢٩ثلاثَةٌ جَليلَةُ الخَطَواتِ، والرَّابِــعةُ حسَنَةُ السَّيرِ:

٣٠الأسدُ جبَّارُ البَهائِمِ، وهوَ لا يَرجِـعُ مِنْ وَجهِ أحدٍ،

٣١والدِّيكُ والتَّيسُ والمَلِكُ أمامَ قَومِهِ.

٣٢إنْ رفَعْتَ نفسَكَ تكبُّرا، أو شَمَخْتَ بِأنفِكَ، فضَعْ يدَكَ على قلبِكَ،

٣٣لأنَّ خَضَّ اللَّبَنِ يُخرِجُ الزُّبدَةَ، ودَلْكِ الأنفِ يُخرِجُ الدَّمَ، وهياجَ الغضَبِ يَبعَثُ الخِصامَ.